كيف يغازل العر ب زوجاتهم

كيف يغازل العرب زوجاتهم؟


يحكى أن رجلاً زار صديقه المتزوج منذ عشرين سنة، فسمعه يقول لزوجته: «حبيبتي» هلاّ خفضت صوت التليفزيون، «عمري» هلا أحضرت لنا شيئًا نشربه، «حياتي» نريد أن نتحلى، فاستوقفه صديقه مستغربًا: ما شاء الله بعد عشرين سنة زواجكما ومازلت تغازلها، فرد قائلاً: استرني يا صاحبي لقد نسيت اسمها!
أمام هذه الواقعة اعترف الرجال العرب عن سبب غزلهم لزوجاتهم، فواحد يخاف شرها، وآخر يقولها للمجاملة، وثالث ليحقق مراده منها، ولكن ماذا عن الذين يخجلون من النطق بالكلام الحلو؟ أين مكانهم من زوجاتهم، وكيف تتقبل الزوجات صمتهم؟ «سيدتي» تفتح ملف «الكلام الحلو» بين الأزواج العرب.

السعودي: يقول علماء النفس أن الكثير من السعوديين تعلموا أنّ التعبير عن المشاعر هو دليل ضعف أمام المرأة؛ لذلك يفضلون الصمت! فالممثل هاني ناظر عوّد زوجته أن يظهر لها حبه بالأفعال، ومنذ فترة عرض عليه نص لمسلسل، فقرأ السيناريو مع زوجته، وكان النص ممتلئًا بعبارات الغزل والحب والود، فقالت له زوجته: لماذا لا تقول لي مثل هذا الكلام، أم أنه فقط يقال في المسلسلات؟ يستدرك ناظر: «أنا ضد من ينادون زوجاتهم بكلمة «يا حرمة» و«بنت»، وبالنسبة لكلمات الغزل المتداولة الآن في السعودية «يا قلبو، بي بيbaby، يا بعد عمري».
وعلى عكسه الممثل مشعل المطيري، فهو من النوع الذي يؤمن أنّ الكلام الحلو يعطي نتائج أسرع من الفعل، يعلّق قائلاً: «من وجهة نظري كلمة «يا حرمة» أو «يا امرأة»، ليس فيها انتقاص من قدرها فهي بالنهاية حرمة وامرأة، ونحن لا ننعتها باسم غير صحيح، ولكن المهم كيف يقولها الزوج»!

الإماراتي:نجم الكاميرا الخفية الممثل بلال عبدالله، يرى أن النظرة أشد وقعًا من الكلمة عند الرجل الإماراتي، ويستبعد بلال أن ينطق أغلب الرجال ألفاظ غزل مع نسائهم، يستدرك متابعًا: «قد يقولها لرفيقته، ولكن زوجته غير وارد، والمشكلة أن مجتمعنا له طبيعته، وليست هناك خصوصية بين الزوج وزوجته، بحيث إذا تزوج أحدنا من إماراتية كأنه تزوج قبيلتها، فيصير أكثر حرصًا على كلامه وحركاته»، ويستنكر بلال أن يسمع الناس ولو جملة قد يقولها لزوجته، ويذكر منها: «غناتي»، «فديتج»، «الدنيا كلها لك». بينما الممثل المسرحي عبدالله صالح، استغرب أن بعض الألفاظ التي كانت تقال للمرأة سابقًا أصبحت كل العائلة تشاركها بها، مثل لفظة «غناتي» فتقال للولد والبنت..


البحريني:ثلث المترددات على مكاتب الإرشاد الأسري محرومات من الكلام الحلو، ومع ذلك تؤكد رئيسة الإرشاد الأكاديمي بمركز الإرشاد النفسي والأكاديمي في وزارة التربية والتعليم، الدكتورة سكينة العكري، أن رجال البحرين يستهجنون مصطلح «حرمة»، ويستخدمون كلمة «حجية»، ومؤخرًا استبدلت بـ «مدام»، وهناك فئة من الرجال يدلعون زوجاتهم بـ«أم العيال»، وأزواج يدلعون زوجاتهم بأسمائهن، مثل فاطمة «فطوم»، وزينب «زنوب»، تعلّق سكينة: «أنا مثلا أنادي زوجي «بابا»، وهو يناديني بـ«الماما». وتشير العكري إلى أن نسبة لا يستهان بها من النساء ينجررن إلى علاقات عاطفية بسبب الحرمان «اللفظي» من الكلام الجميل من الزوج! وهذه تمثل ثلث قضايا مكاتب الإرشاد الأسري.

المغربي: البعض يرى أن ترجمة المشاعر إلى سلوكيات أهم، ومع ذلك فالممثلة ثريا العلوي تعترف أن التعبير عن المشاعر مسألة تلقائية في حياتها اليومية مع زوجها، فتارة يناديها بـ «الحبيبة»، وأخرى باسم «ثريا»، حيثُ ترى أن هذا الاسم وحده يعد كافيا، وحسب الطريقة التي يناديها بها زوجها تكتشف قدر الحب الذي يكنه لها، بينما زوجها المخرج نوفل براوي، يأسف على الرجال الذين تربوا على البخل في التعبير عن مشاعرهم.
الممثلة ماجدولين الإدريسي ترى نفسها محظوظة؛ لأن زوجها يصرح بحبه لها كلما أتيحت الفرصة، بكلمات تختلف حروفها، ولكن دلالاتها واحدة، تعلق ماجدولين: «سواء ناداني بـ (شيري) أو (حبيبتي) أو دونهما، فإن وقع الكلمة في قلبي يكون أقوى».

اللبناني: معظمهم يستخدمون كلام الغزل للإطراء، ومع ذلك فالنساء مثل جويل ماردينيان، خبيرة التجميل ومقدمة برنامج «جويل» على قناة MBC، تعاتب زوجها حتى تسمع ما تريده، وأحبّ كلمة إلى قلبها منه هي «حياتي»؛ لأنها تعبّر عن أمور جميلة كثيرة. أما زوجها كمال، فيعترف أن ظروف العمل لساعات طويلة تنسيه التعبير عن حبه لزوجته، بينما مقدّمة البرامج والممثلة بياريت قطريب، تعتبر أن مفردات الغزل لم تعد مقتصرة فقط على الزوج والزوجة، بل باتت تسمعها في حياتها اليومية وفي العمل أو في أي مكان ومناسبة، تعلق قائلة: «يفترض أن تقال في وقتها حتى لا تفقد قيمتها ورونقها، وهذا ما نعانيه صراحة في يومنا هذا».

المصري: هو رجل اللعب بالكلمات، حتى إنهم في الأرياف والصعيد ينادون النساء بأسماء أولادهم الذكور أو الإناث، فنهى مكين، موظفة، متزوجة منذ سنة واحدة فقط، تقول: زوجي يناديني بـ(نونوش)؛ لقربه من اسمي الحقيقي، وتعلق نها: «إذا كنت غاضبة، فلا بد من هدية، والدلع لا يكفي»، بينما لمياء عبدالحليم، مدرسة جغرافيا بعد خمس سنوات من الزواج، اقتربت من نسيان اسمها الحقيقي؛ لأن زوجها يتفنن باختلاق أساليب متعددة من الدلال.
ورغم أن ياسمين محمود، مترجمة، فإنها تعودت أن يناديها إخوتها بـ«يسو»، وأصدقاؤها بـ«يويا»؛ لكنها تحب دلع زوجها بـ«وردتي» لأن الياسمين نوع من أنواع الورود.

السوري: «يا قطة»، تمشي على رمشي، تقبريني، تطلعي على قبري، كلمات غزل يتردد صداها بكثرة في المجتمع السوري، لكن الطريف، كما يقول البعض، أن الزوج أصبح يغازل زوجته كل حسب مهنته، فالنجار مثلا يقول: يا مسمار قلبي وشاكوش عقلي، والمحامي يقول: يا قضية حياتي وسجن قلبي، أما سائق التاكسي: يا فراماتي ويا أحلى زمور سمعته بحياتي...وغيرها. كما تختلف مناداة الزوجة من شخص لآخر، فهناك من يناديها «يا بنت»، وآخر يناديها «يا حبيبتي»، لكن الأكثر شيوعا هو اسم الدلع مثل: «سوسو، لولو....إلخ »،

الأردني: حسب رأي الاختصاصيين، رجال الأردن يخشون الظهور كمتصابين أمام أبنائهم، إن غازلوا زوجاتهم، وبرغم ذلك فالمخرج التليفزيوني، بسام المصري، وبعد مرور 20 سنة على زواجه حسب قوله، لا ينادي زوجته إلا بـ «يا عمري»، ولمّا نسيها يومًا احتجت زوجته وطالبته بها، يستدرك المصري: «أناديها أحيانًا يا حرمة، فلا تغضب لأنها تدرك أني أداعبها»، واتفقت زوجته معه في الرأي لكنها خجلت من البوح برأيها ورفضت الكشف عن نوع الكلام الحلو الذي تحب، بينما محمود الخطيب، صحفي، يجد أن كلمة: «اشتقتلك»، أبلغ تعبير، ووافقته زوجته مها الحلو رأيه، فهي قادرة على تحمل قسوة الحياة، لكنها لا تستطيع تحمل حياة خالية من كلمات الحب والدفء حتى لو كانت نادرة.

منقوووووووووووووووول